بات حراس الملكة إليزابيث الثانية ملكة إنجلترا من الأيقونات التي ارتبطت في أذهان الكثيرين حول العالم ببريطانيا، بعدما تحول أدائهم المميز وأزيائهم الغريبة خاصة تلك القبعة السوداء الكبيرة، إلى علامات مميزة في لندن ومن وسائل الجذب السياحي حيث يتوجه الآلاف يوميا إلى قصر باكنجهام لرؤيتهم والتقاط الصور بجوارهم.

وفيما يلي نعرض لعدة أسرار تتعلق بحرس ملكة إنجلترا أصحاب القبعات السوداء بحسب موقع “the vintage news“:

جنود تابعون لقوات قتالية

يعتقد الكثيرون أن حراس قصر باكنجهام وبسبب أزيائهم المميزة، هم مجرد جنود شرفيين ينتمون للأفواج الاحتفالية، ولكن الحقيقة أنهم جنود حقيقيون يتبعون في كثير من الأحيان لقوات قتالية ويحصلون على تدريب عالي ويتشرط فيهم المهارة واللياقة البدنية العالية، لأنهم يؤدون دور حراسة حقيقي وليس مجرد حراسة شرفية.

في الماضي كان حراس الملكة يأتون من سلاح المشاة بالجيش البريطاني، ثم تطور الأمر إلى اشتراط أن يكونوا تابعين للقوات الخاصة، وفي كثير من الأحيان يتم استدعاء جنود من أفرع قتالية للمشاركة في حراسة الملكة وارتداء هذه الأزياء المميزة، ففي بعض الأحيان يتم استدعاء جنود من قوات المارينز الملكية، وعادة لا يتم تسليح هؤلاء الجنود بالذخيرة الحية إلا في حالات نادرة يكون فيها التهديد عالي المستوى، مع العلم أنه يسمح لهم بقتل أي شخص يهدد حياتهم أو حياة من يحرسوه من العائلة المالكة.

بعضهم غير بريطاني الجنسية

على الرغم من أن الملكة إليزابيث الثانية هي رئيسة الدولة في المملكة المتحدة، إلا أنها ترأس دستوريا ما يسمى بدول الكومنولث، وهي تجمع يشمل 15 دولة بينها كندا وأستراليا ونيوزيلندا، وغالبا ما يؤدي السياسيون في تلك الدول اليمين الدستورية عند توليهم مناصبهم مقسمين على الولاء للملكة إليزابيث.

ونتيجة لهذا، تشارك أفواج من جنود بعض هذه الدول التي تشكل الكومنولث في حماية الملكة إليزابيث، ففي نوفمبر 2018 شارك فوج كندي من الجنود في حراسة قصر باكنجهام، وفي أبريل من العام ذاته شارك في الحراسة فوج من دولة الملايو، وقبلهم كان هناك وفد من جامايكا، مع العلم أن جنود تلك الدول التي تشكل الكومنولث يحق لهم الانخراط في صفوف الجيش البريطاني بشكل رسمي وقانوني.

يعاقبون إذا ابتسموا أثناء الخدمة

من القواعد الغريبة التي تحكم عمل هؤلاء الحراس، أنه يمنع عليهم الابتسام أثناء أدائهم خدمة الحراسة، لذا تجدهم دائما في الصور وهم عابثين أو في أفضل الأحيان ينظرون نظرات صارمة خالية من أي تعابير، كونهم ملتزمون بالانضباط المطلق.

ونتيجة لهذه القاعدة، فإنه في حال ضبط أحد الحراس وهو يضحك أو حتى يبتسم من قبل ضابط أعلى رتبة منه، فإنه يقوم بتغريمه وخصم 200 جنيه استرليني من راتبه الشهري.

يتعرضون للإغماء بشروط!

تفرض على حراس الملكة شروط صارمة تجبرهم على ارتداء تلك القبعة السوداء الكبيرة على الرأس أغلب أيام السنة مهما كانت درجة الحرارة، لذا فإنه كثيرا ما يسقط أحد الحراس مغشيا عليه في الصيف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة التي يزيد منها ارتدائه لهذا القبعة المصنوعة من فرو الدببة السوداء.

لذا يشترط على الجنود عند شعور أحدهم بأنه قد يفقد الوعي نتيجة لذلك، فإن عليه أن يفقد الوعي بطريقة محددة وبأداء موحد يحافظ خلاله على أناقته ومظهره أمام الناس، فعندما يشعر أنه أوشك على السقوط يتوجه إلى الحائط ويبدأ في السقوط على الأرض تدريجيا وفي هدوء دون جلبة، حتى يغشى عليه وهو محافظ على أناقته!

ممنوعون من دخول دورات المياه

يمنع حراس الملكة من التوجه إلى دورات المياه أثناء ورديات الحراسة، ويتوجب عليهم قضاء وقت كافي في دورة المياه قبل بدء وردياتهم، حيث يواجه من يخالف هذه القاعدة الكثير من العقوبات التي تصل إلى حد الفصل من الخدمة.

وتتسبب هذه القاعدة الغريبة في كثير من الأزمات للحراس، ويقول أحد الحراس السابقين، أن زميلا له كان يشاركه الحراسة في إحدى الورديات وشعر أنه يحتاج الذهاب إلى دورة المياه ولم يستطع الانتظار فما كان منه إلا أن ترك نفسه على سجيتها لدرجة أن زوار القصر لاحظوا الأمر وأخذوا في الضحك بعدما بات واقفا وسط بركة صغيرة من المياه.

القبعة السوداء لها فائدة عملية

قد يظن البعض أن تلك القبعة السوداء الطويلة التي تميز زي حراس ملكة إنجلترا هي مجرد قبعة تستخدم لغرض شكلي وليس لها أي أهمية عملية، ولكن الحقيقة غير ذلك، حيث كان الهدف الأساسي من ارتداء هذه القبعة هو “تخويف” الزائرين وتنبيههم بأنهم معرضون للخطر إذا تجاوزوا المسموح لهم.

وتلك القبعات التي يصل طولها في بعض الأحيان إلى 18 بوصة، هي زي فرنسي الأصل حيث كان يرتديه رماة القنابل الفرنسيون قبل مائتي عام، وبعدما انتصرت إنجلترا على فرنسا في عام 1815، عرف البريطانيون هذه القبعات ونقلوها إلى صفوفهم لما كانت تضفيه على شكل الحارس من رهبة وجدية تبث الخوف في نفس من يشاهده.

وكانت تصنع تلك القبعات في الماضي من فرو الدببة الكندية السوداء، ولكن حاليا تصنع من الفرو الصناعي حيث بات من الممنوع صيد الدببة، مع العلم أن وزنها الثقيل يشكل خطورة على حياة الحراس في بعض الأحيان خاصة في حالات الاشتباك، حيث قد يتسبب وزنها الكبير في كسر عنق الحارس.