“أحمر، أزرق، أخضر” وألوان أخرى، ملصقات مزركشة ومتموجة، وغيرها، جميعها تستخدم لتلوين البيض فى احتفالنا بعيد شم النسيم، أو عيد الربيع، فتتجمع أطفال العائلة فى صباح هذا اليوم، ليتنافسوا فيما بينهم، أيهم ستكون بيضته هي الأجمل.
ولفكرة الاحتفال بالبيض في شم النسيم تاريخ وقصة مشوقة، قصة تمتد تفاصيلها لآلاف السنين قبل الميلاد.
تراث مصري قديم
يعتبر تلوين البيض في يوم شم النسيم، تقليدا متوارثا منذ العصور المصرية القديمة، حيث كان يتم زخرفته بالنقوش المصرية ويستخدم لذلك بيض الحمام، الإوز، البط، وأحيانا بيض النعام كبير الحجم.
واختار الفراعنة البيض لرمزيته للولادة الجديدة، فاستمر حتى يومنا هذا، لكننا نستخدم الآن بيض الدجاج، الذي عرفه المصريون القدماء من الفرس في القرن الخامس قبل الميلاد.
ويرتبط تلوين البيض لدى دول وسط أوروبا، بعيد الفصح منذ القدم، حيث عثر على بقايا بيض مزخرف في قبور، تعود إلى فترة ما قبل انتشار الديانة المسيحية، التي أسبعت صفة دينية على تلك العادة، ويسبق عيد الفصح عند المسيحيين، صيام عن كل منتج حيواني، ليصبح البيض هو أول منتج حيواني يتناوله الصائم، إضافة إلى رمزيته للميلاد، ولقيامة السيد المسيح عليه السلام.
أشكال جديدة كل عام
ويتسابق الفنانون حول العالم، في إنتاج أشكال مبتكرة من البيض الملون، كان أشهرها بيضة فابرجيه، التي صممها الصائغ الروسي الشهير “بيتر كارل” من الذهب والأحجار القديمة عام 1886، حيث كان يقوم بإنتاج بيضة كل عام بتصميم مختلف ورائع، حتى وصل عددها إلى 43 بيضة، وما زالت تلك البيضات تعرض في مختلف متاحف العالم.
أما بالنسبة لصورة الأرنب الذي يظهر دائما بجوار سلات البيض الملون، ونراه دائما على دعوات التهنئة بأعياد الربيع، فقد اعتبر الفراعنة الأرنب رمزا للحياة والخصوبة على الأرض، ونشروا هذا المعتقد لدى الإغريق ثم الرومان، إلى أن وصل للدول الأوربية ومنها إلى قارة أمريكا الشمالية.
اقرأ أيضا: “الملوخية الياباني”.. قصة سرقة أشهر أكلة مصرية من أيام الفراعنة
وفي احتفال شعوب العالم بعيد الفصح، نرى أشخاصا يرتدون زى الأرانب، حاملين سلات البيض الملون والشيكولاته والحلوى، ليقوموا بتوزيعها على الأطفال في المنازل والشوارع، مثل شخصية سانتا كلوز في أعياد الميلاد المجيدة.
كما تم إنتاج العديد من الأعمال السينمائية التي يظهر فيها أرنب عيد الفصح، منها فيلم الرسوم المتحركة Hop 2011، والذي حقق إيرادات بلغت 184 مليون دولار.
ألوان طبيعية
أما في مصر فالاحتفال بـ”شم النسيم”، يتمثل في الخروج للمتنزهات والحدائق العامة، مع أكل وجبات الفسيخ والرنجة والبصل الأخضر، والتي تعتبر أيضا تراثا مصريا قديما بكافة تفاصيله.
ويمكنك تلوين البيض، إما بألوان صناعية أو طبيعة، تتمثل فى استخدام الكركم للحصول على اللون الأصفر، القهوة للون البني، الكركديه للون الوردي، قشور الباذنجان للون البنفسجي، أوراق البقدونس للون الأخضر، وذلك بملأ قدر به كوبين من الماء، مع وضع المادة الصبغية الطبيعية، وتترك حتى الغليان، مع إضافة ملعقة كبيرة من الخل لتثبيت اللون، ثم يضاف البيض ويترك ربع ساعة لاكتساب اللون، وإذا أردت لونا أغمق، فاتركه مدة أطول.