عندما تشاهد صورة لـ”سينما الشاطئ” بإسبانيا أو “سينما حدائق بيراميد روفتوب” في دبي، وغيرها من دور العرض المصممة في الهواء الطلق، تتمنى من كل قلبك أن تخوض تلك التجربة، لإنعاش أنفاسك وحواسك أثناء عرض فيلمك المفضل.
كان ذلك حلم الفرنسي “ديان أديل”، حيث أراد أن ينعم بمشاهدة فيلم الخيال العلمي والفانتازيا (Dune) بدور عرض مصممة في صحراء سيناء وبين سلاسل جبالها الشاهقة.
وبالفعل أخذ على عاتقه إنشاء تلك السينما على بعد 14 ميلا من شرم الشيخ، في الجزء الجنوبي لشبه جزيرة سيناء، وأطلق عليها The End of the World cinema”” أو سينما “نهاية العالم”.
تجربة سينمائية فريدة
وبعد أن جمع ” أديل” الاستثمارات، بدأ في شراء المعدات، فنقل أطنان من المقاعد القديمة ومولد كهربائي من مسرح سينمائي قديم بالقاهرة، بالإضافة إلى شاشة عملاقة تشبه شراع السفينة.
حتى جاء يوم الافتتاح، لتحدث مفاجأة مربكة، فقد تعطل المولد ولم يُعرض الفيلم، وتختلف الروايات عما حدث بالفعل في تلك الليلة، وساد قول أن السكان المحليين لم يكونوا متحمسين للفكرة بأكملها وقرروا تخريب المولد سرا، لتتوقف السينما عن العرض قبل أن تبدأ.
وتمر الأعوام، وينسى الجميع أمر تلك السينما التي لم تقدم أي عروضها أبدا، حتى لاحظ المصور الإستوني Kaupo Kikkas تصميما غريبا على خرائط جوجل في شبه جزيرة سيناء، وبعد تدقيق اكتشف أنه يشبه دور العرض السينمائية لكنه في الصحراء، ليقرر السفر إلى مصر في شهر مارس 2014 ليستكشف طبيعة هذا الموقع الذي أثار حيرته.
سينما أصابها الخراب
يقول “كيكاس” عبر مدونته، أنه وجد موقعا مقفرا، يحوى 700 مقعدًا تالفا تمامًا، كما أن أساسيات الشاشة مكسورة والمبنى الذي كان يضم المولد وجهاز العرض في حالة خراب، لذلك أثار اندهاشه أن السينما رغم كل هذا الخراب، لم يتخطى عمرها 10 سنوات فقط كما قال له أحد البدو، وذلك وفق لما نشر على الموقع dailymail البريطاني.
ونشر “كيكاس” صورا للموقع عبر صفحته على إنستجرام، لتصبح “نهاية العالم” قصة مشوقة لدى كافة وسائل الإعلام العالمية، وقررت حينها مصورة مصرية تدعى “نهى زايد” اكتشاف المكان، لتصاب بالصاعقة لما رأته.
وكتبت “نهى” على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها عندما وصلت وجدت الموقع مدمرا تماما، فجميع الكراسي تحطمت وجردت من الأجزاء المعدنية، كذلك شاشة العرض والمبني بجوارها تم إسقاطهم، وأضافت: “لقد كانت خيبة أمل كبيرة، أن نجد المكان مستويا بالأرض”، وليس واضحا حتى الآن من المسؤول عن هذا الفعل ولم يصدر أي تعليق من أي مسؤول، وذلك وفقا لموقع egyptianstreets.
كان بإمكان تلك السينما -إذا اكتملت- أن تدخل الحيوية لهذه المنطقة النائية، وربما في يوم من الأيام، سيعاد طرح فكرة “أديل” المتمثلة في تقديم تجربة سينمائية فريدة من نوعها ليس لمصر فقط بل للعالم أجمع، لكن حتى هذا الوقت، تُترك السينما التي لم يسبق لها مثيل، تغطيها الرمال الصحراوية، يظهر منها فقط ما تبقى من قطع صغيرة لـ”نهاية العالم”.