تحت رمال المملكة العربية السعودية توجد آثار ومقتنيات تعود لحضارات سابقة، لا تقتصر فقط على عصر ظهور الإسلام بل تمتد إلى ما قبله بقرون، والمدهش حقا هو أن بعض هذه الآثار يعود لحضارات لم يكن يتخيل أنها وصلت إلى شبه الجزيرة العربية، مثل الحضارة المصرية القديمة.
ففي يوليو عام 2010 اكتشف نقوش مصري قديم تعود تاريخه لأكثر من 3 آلاف عام، ليعتبر هذا أول اكتشاف هيروغليفي في مملكة الصحراء.
** اقرأ أيضا: “عين الكعبة”.. موضع احتضن الحجر الأسود 22 عاما بعد سرقته من مكة
وجدت تلك النقوش على صخرة ثابتة بالقرب من واحة تيماء القديمة في محافظة تبوك، وحملت توقيع فرعون مصر “رمسيس الثالث” الذي حكم مصر القديمة من عام 1192 قبل الميلاد إلى عام 1160 قبل الميلاد، وكانت تعد تلك المنطقة قديما طريقا بريا مهما بين الساحل الغربي للجزيرة العربية ووادي النيل، حيث سافرت القوافل المصرية لشراء سلع ثمينة مثل النحاس والذهب والفضة، وذلك وفقا لما أعلنته الهيئة السعودية للسياحة والآثار (SCTA).
ووفقًا لبعض الآراء، فإن مثل هذه النقوش لا تحفر إلا في حضور الفرعون نفسه، مما يرجح أن رمسيس الثالث وصل إلى شبه الجزيرة العربية بنفسه وتواجد في تيماء آنذاك.
خراطيش على الطريق
وأشار نائب رئيس هيئة الآثار والمتاحف السعودية “علي إبراهيم الغبان” في تصريحات صحفية سابقة، إن تلك الاكتشافات تثبت أن واحة تيماء كانت مأهولة بالسكان منذ العصر البرونزي.
وأضاف بقوله: “هذا الطريق التجارى محدد بخراطيش -تواقيع ملكية- للملك رمسيس الثالث، وكان مساره من وادي النيل لميناء القلزم -السويس حاليا- حيث يوجد معبد للملك رمسيس الثالث، ثم يسير بحراً إلى سرابيط الخادم بالقرب من ميناء أبو زنيمة على خليج السويس، حيث عثر هناك على نقوش للملك رمسيس الثالث أيضاً، ثم يعبر شبة جزيرة سيناء بشكل عرضي ثم يتجه الطريق الى رأس خليج العقبة ويتوغل داخل شبه الجزيرة العربية حتى يصل إلى تيماء، وقد عثر في هذا المسار على العديد من الخراطيش المزدوجة للملك رمسيس الثالث تتماثل مع خرطوش تيماء الفرعوني”.
** اقرأ أيضا: “الصخرة المشطورة”.. لغز أثري مازال يحير السعوديين
ويقال بأنه فى السابق تم العثور على عدد من المقتنيات الأثرية الصغيرة المصنوعة بمصر فى عدد من المواقع الأثرية في السعودية، كمدافن جنوب الظهران في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، وفي الفاو عاصمة مملكة كندة الواقعة في الجنوب الغربي لهضبة نجد وفى تيماء نفسها، ومعظم هذه القطع عبارة عن جعارين من الخزف المغطى بطلاء أزرق تركوازي اللون يعود تاريخها لفترات طويلة مختلفة، وذلك وفقا لما أشار اليه أستاذ الآثار بالمملكة “عبدالله الأنصاري”.
وخلال السنوات القليلة الماضية، قامت السعودية بزيادة الجهود لتشجيع الاكتشافات الثقافية والأثرية، حيث تعرض بعض اكتشافاتها في متحف اللوفر في باريس، كما أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودي مازالت تعمل على اكتشاف المزيد والمزيد من الآثار التي لازالت تثير الدهشة، لتثبت للعالم أن المملكة كانت موطنا لحضارات عديدة على مر العصور.