– أحمد عدلي: الحضارة المصرية عمرها 12 ألف سنة.. ومنقسمة إلى حقبتين
– علم المصريات نشأ على يد أجانب وضعوا أرقاما غير دقيقة لعمر الحضارة المصرية
– عاصفة شمسية ورياح عاتية وراء انقطاع العلوم وجهلنا بطريقة بناء الأهرامات
– الهرم بما يتمتع به من إعجاز هندسي وضخامة لا يمكن أن يكون مجرد مقبرة
– أبو الهول بُني قبل خوفو.. وعمره يصل إلى 10 آلاف سنة قبل الميلاد
– لو أحضرنا شخصا من القرون الوسطى وأريناه ثلاجة سوف يعتقد أنها تابوت
– القدماء لم يشيدوا معجزاتهم الهندسية بالشاكوش والإزميل.. بل بتقنيات متطورة لا نعرفها
لم تتوقف الحضارة المصرية يوما عن إدهاش العالم بمنجزها الحضاري الضخم الذي لم تصل إليه أي حضارة أخرى عبر التاريخ، والذي يقف أمامه العلماء حتى الآن عاجزين عن فهمه وتفسيره، وهو ما كان سببا في ظهور عشرات النظريات الاستثنائية التي تطرح تصورات مختلفة وغير تقليدية عن الحضارة المصرية، نظريات عادة ما تثير حولها الكثير من الجدل وتقابل بالرفض من قبل الغالبية العظمى من علماء الآثار سواء داخل مصر أو خارجها.
ولسنوات، ظلت مثل هذه النظريات مقتصرة ومتداولة بين العلماء والباحثين الأجانب فقط، إلا أنه وفي السنوات الأخيرة، ظهر بعض الشباب المصري الذي بدأ في تبني هذه النظريات غير التقليدية وطرحها على متابعيهم عبر الشبكات الاجتماعية ومنصات الفيديو، ليقولوا للمصريين أن ما تعلموه في المدارس عن الحضارة المصرية ليس بالضرورة من المسلمات ولا حقيقة مقطوع بصحتها.
المهندس المصري أحمد عدلي، هو واحد من هؤلاء الشباب، الذين قرروا عدم التسليم بصحة النظريات التقليدية عن الحضارة المصرية، وإخضاع كل شيء للتساؤل والنقاش، والبحث في النظريات الأخرى غير التقليدية والمقارنة بينها وبين المعلومات الشائعة والمعتمدة في الجامعات والمدارس المصرية، حيث يتبنى عدلي نظريات مختلفة عن عمر الحضارة المصرية الذي يعتقد أنه يمتد إلى أكثر من 10 آلاف سنة قبل الميلاد، وعن الهدف من بناء الهرم الأكبر الذي لا يؤمن أنه مجرد مقبرة، وعن الكارثة الطبيعية التي يرى أنها كانت سببا في النهاية المفاجئة للحضارة المصرية، بالإضافة إلى قضية شائكة أخرى تتعلق بمدينة إرم ذات العماد!
عدلي لم يكتف بترديد نظريات علماء الغرب الاستثنائية، بل سعى للتأكد من هذه النظريات بنفسه، والبحث في صحة كل المعلومات المتداولة بشأنها، وذلك عبر الهندسة الكهربائية ونظم التحكم -دراسته الأكاديمية.
إن الطرح الذي يقدمه أحمد عدلي وأمثاله من شباب الباحثين المصريين، مختلف بكل المقاييس، قد يقبله البعض وقد يرفضه، إلا أنه في كل الأحوال طرح يستحق أن نتوقف أمامه ونستمع إليه ونناقشه ونرد عليه، خاصة وأن عدلي بات له متابعون كثر يزدادون يوما بعد آخر، يتداولون كتاباته ومقالاته التي ينشرها عبر مدونته، بخلاف فيديوهاته المنتشرة على الشبكات الاجتماعية، لذا كان لنا معه هذا الحوار:
عرب لايت: بداية.. حدثنا عن الفكرة التي تحاول الترويج لها عبر مدونتك وقناتك على اليوتيوب؟
أحمد عدلي: من 7 سنوات تقريبا، شاهدت فيديو على اليوتيوب لرحالة كندي هاو اسمه براين فورستر، كان يزور معبد الكرنك، ووقف أمام دائرة كاملة محفورة داخل حجر مصنوع من الجرانيت، كان يقول إن هذه الدائرة من المستحيل أن تحفر بالأدوات العادية، وأن هناك حضارة أقدم هي التي تمكنت من حفرها وهي أيضا التي قامت ببناء معظم الآثار اللافتة التي نراها اليوم في مصر، منذ تلك اللحظة بدأت استوعب أن فهمنا الشائع عن الحضارة المصرية ربما يحتاج إلى إعادة نظر؛ لذا بدأت في البحث والقراءة، كما قمت بزيارة عشرات المواقع الأثرية المصرية لدراستها، حتى توصلت في النهاية إلى صحة النظرية التي تقول بأن الحضارة المصرية لم تكن حقبة واحدة عمرها ثلاثة آلاف سنة، بل هي حقبتين -وربما أكثر- يتجاوز عمرها أكثر من عشرة آلاف سنة، حقبة قديمة متطورة، هي صاحبة الكثير من تلك الصروح الشاهقة التي نراها في كل محافظات مصر من أهرامات ومسلات ومعابد وتماثيل ضخمة، وحقبة لاحقة أحدث أصحاب حضارة قوية كذلك لكن لم تكن بنفس العظمة والقوة، وهي ما يعرف بعصر الأسرات التي جاء ملوكها صنعوا وبنوا منحوتات وآثار جديدة، وأعادوا اكتشاف واستعمال بعض صروح ومباني الحقبة الأولى وقاموا بعمل ترميمات وإصلاحات عليها وتركوا عليها بعض الكتابات والنقوش.
عرب لايت: وما هو دليلك على وجود حضارتين مصريتين وليست حضارة واحدة؟
أحمد عدلي: أفضل أن اسميها حقبتين، لأنها كلها حضارة مصرية، ولكنها مقسمة إلى حقب، فمثلا الحضارة العراقية مقسمة إلى حقب، السومرية والآشورية والبابلية، ولكنها جميعا في النهاية تُسمى حضارة بلاد الرافدين أو الحضارة العراقية.
عرب لايت: تقصد أن من كان يعيش خلال الحقبة الأولى التي تقول أن عمرها عشرة آلاف سنة، هم أيضا مصريون؟
أحمد عدلي: بالضبط، ومن أقوى الأدلة على وجود تلك الحقبة الأولى البعيدة، تمثال “أبو الهول”، فقد أثبت الجيولوجي روبرت تشوك، البروفسير بجامعة بوسطن، أن عمر أبو الهول يرجع إلى 10 آلاف سنة قبل الميلاد، حيث أثبت جيولوجيا أن أبو الهول يرجع إلى قبل العصر المطير بتقديم 4 أدلة تفصيلية في كتابه “أصول أبو الهول”، الدليل الأول هو علامات التآكل الثقيلة في جسده، والثاني علامات الشقوق العمودية في جدران خندق أبو الهول، والثالث تآكل أرضية أبو الهول تحت التمثال لعمق يصل إلى ثلاثة أمتار، والرابع التآكل في جدران معبد أبو الهول؛ وكل ما سبق لا يمكن أن يحدث إلا في حالة هطول غزير للأمطار لسنين طويلة، وبما أن مناخ مصر صحراوي وجاف فلا ريب أن ذلك حدث في العصور المطيرية، أي قبل 7000 سنة قبل الميلاد، كما أن هناك لوحة حجرية في المتحف المصري بالتحرير، تُسمى لوحة الإحصاء Inventory Stele، تُشير إلى أن خوفو قام بعمل ترميمات على أبو الهول، ما يعني أن التمثال كان موجود من قبل خوفو.
ومن الأدلة القوية أيضا، دليل فلكي لنظرية تسمى “حزام أوريون”، خرجت عام 1994 لمهندس مدني بلجيكي يدعى روبرت بوفال، حيث أثبت أن “مصر صورة للسماء”، وهو متن شهير مذكور في متون هرمس، وتقول نظريته أن أرض مصر كانت تتطابق مع تكوين الأجرام في السماء، حيث يكون نهر النيل مطابقا لدرب التبانة والأهرامات السبعة (أبو رواش وأهرامات الجيزة الثلاثة خوفو وخفرع ومنكاورع وهرم زاوية العريان وهرمي دهشور) مطابقة لنجوم كوكبتي الجبار والطور، وقد توصل بوفال إلى هذا التطابق بواسطة برنامج فلكي اسمه سكاي-جلوب SkyGlobe، وهذا التطابق لا يمكن أن يحدث بين السماء والأرض في مصر إلا عام 10500 سنة قبل الميلاد (أي منذ 12 ألف سنة)، وقد قمت باستخدام برامج فلكية للتأكد من صحة هذه المعلومة.
عرب لايت: هل تعني أن الأهرامات مبنية في الحقبة الأولى؟ أي قبل عشرة آلاف سنة؟
أحمد عدلي: ما يمكن أن أؤكده أن تصميم الأهرامات بهذا الشكل وهذا التوزيع وضع في هذه الفترة على الأقل.
عرب لايت: هل المصادر والكتب التي تعتمد عليها في الدفاع عن نظرية الحقبتين، كلها لمؤلفين أجانب؟ أم كان بينها مؤلفات لباحثين مصريين؟
أحمد عدلي: هناك مؤلفات لعلماء مصريين اعتمدت عليها، مثل مؤلفات الدكتور سليم حسن، ود. أحمد فخري، وأحمد كمال باشا، وغيرهم.
عرب لايت: وهل سليم حسن يؤمن بنظرية الحقبتين؟
أحمد عدلي: لا، أنا أقصد أني اعتمدت على ما جاء في مؤلفاته للتدليل على صحة تلك النظرية، ولكن معظم الأثريين في مصر أو الخارج لا يؤمنون بفكرة الحقبتين، الكاتب المصري الوحيد الذي أعرفه كتب عن هذه النظرية هو الأستاذ أنطوان بطرس في كتابه “لغز الهرم الكبير”، وهو أحد الكتب القليلة التي تحدثت على فكرة الحقبتين باللغة العربية.
عرب لايت: إن كانت الأدلة على وجود حقبتين قوية كما تعتقد، فلماذا يرفض غالبية علماء الآثار والتاريخ هذه النظرية؟
أحمد عدلي: الإشكالية أن علم المصريات نشأ على أيدي الأثريين الأجانب الذين وصلوا إلى مصر بعد الحملة الفرنسية مثل شامبليون وليبسيوس وميريت وغيرهم، وهؤلاء هم من وضعوا أساس علم المصريات، ووضعوا أرقاما بأن الحضارة المصرية ترجع إلى قرابة 3500 سنة قبل الميلاد أو 4000 سنة قبل الميلاد على أقصى تقدير، وعندما جاء مَن بعدهم من العلماء اعتبروا أن هذه الأرقام هي الأساس الذي يجب أن نبني عليه التاريخ، وهو ما يحدث حتى الآن، وحتى لو ظهرت اكتشافات جديدة تثبت وجود حقبة أقدم، يحاول علماء المصريات حاليا إرجاعها إلى حدود 4000 سنة ق.م فقط ولا يتعدوها إلى أبعد من ذلك.
عرب لايت: ولكن علماء المصريات الأوائل، اعتمدوا في تحديد عمر الحضارة المصرية على كتابات “مانيتون” وهو مؤرخ مصري عاش قبل الميلاد؟
أحمد عدلي: مانيتون ذكر في كتاباته عدة حقب مصرية، منها حقب مثل عصر الآلهة، و”المبجلين” و”شمس حور”، وحقبة “الأسرات”، ولكن علماء المصريات قالوا إن حقب المبجلين وشمس حور وملوك العهد لم يقدموا لنا أي شيء، ولم ينسبوا إليهم أي أعمال أو آثار مما نراه حاليا، ونسبوا كل تلك الآثار إلى عصر الأسرات فقط، في حين أن المنطق يقول أن كل تلك الحقب التي ذكرت في كتابات مانيتون وبردية تورين لابد وأن يكون لها إنجاز ما، ولابد أن يخبرونا عما قدمته تلك الحقب بالتحديد.
عرب لايت: من الوارد جدا أن يكون ما أنتجته هذه الحقب المبكرة شيئا بدائيا، قياسا على ما أنتجته الحقبة المتأخرة عنهم، وهي عصر الأسرات؟
أحمد عدلي: إننا ننظر إلى التاريخ بشكل خاطئ، حيث نعتقد أن من كان قبلي لابد وأن يكون أضعف مني، في حين أن هذا ليس هو ما نراه في الواقع، فنحن حتى الآن لا نعرف كيف بنيت الأهرام ولا فائدتها الحقيقية، ولا نعرف كيف نحتت المسلات، وهذا يعني أنه ليس من الضروري أن من جاء قبلي هو أضعف مني، بالعكس ربما كان أقوى وأكثر تقدما.
عرب لايت: نشرت عبر مدونتك بحثا عن الهرم الأكبر، أشرت فيه إلى أننا نعتقد خطأ أنه مقبرة، فما هي وظيفة الأهرامات حسب نظريتك إن لم تكن مقابر؟
أحمد عدلي: الهرم بما يتمتع به من إعجاز هندسي وضخامة لا يمكن أن يكون مجرد مقبرة، وباقي الأهرامات كذلك، لابد وأن لها أهداف أعظم بكثير من مجرد كونها مقابر تفتح لمرة واحدة لدفن شخص ثم تغلق إلى الأبد، لذا أعتقد بأن نظرية كريستوفر دان حول وظيفة الأهرامات كمحطات لتوليد الطاقة، بها جزء كبير من الصواب وإن كان يصعب شرحها في عجالة الآن، لكن صاحب النظرية أصدرها في كتاب (محطات طاقة في الجيزة) Giza Power Plant، و99% من الذين يهاجمونه لم يقرأوا كتابه ويهاجموه بلا أي محاولة لفهم طرحه على الأقل، وكل الحضارات القديمة المتطورة مثل الهند والصين وبوليفيا والمكسيك وبيرو، جميعها لديها أهرامات، ما يكشف أنه كانت لها وظيفة هامة بالنسبة لتلك الحضارات، ولا يمكن الاستغناء عنها، وربما جاء شخص في المستقبل توصل إلى نتيجة أخرى ووظيفة أخرى للأهرامات، ولكن أيا كانت تلك الوظيفة، فهي بالتأكيد لم تكن مجرد أماكن لحفظ جثامين الموتى، خاصة وأنه لم يعثر على أي مومياوات داخل الأهرامات.
عرب لايت: ولكن الهرم الأكبر يوجد به تابوت بالفعل؟
أحمد عدلي: هذا صندوق من الجرانيت، ولكن نحن من يقول عليه تابوت.
عرب لايت: ولكنه شبيه بكل التوابيت الجرانيتية المنتشرة في كثير من مقابر المصريين القدماء؟
أحمد عدلي: لو أحضرنا شخصا من القرون الوسطى وأريناه ثلاجة، سوف يعتقد أنها تابوت، ولن يقتنع أبدا أنها جهاز تبريد، نفس الأمر عندما نرى الصناديق الجرانيتية التي لا نعرف وظيفتها بالتحديد، نقول إنها توابيت، وعدم معرفتنا بوظيفتها الحقيقية راجع لانقطاع العلوم.
عرب لايت: حدثنا عن سبب تسمية مدونتك باسم “إرم ذات العماد”؟
أحمد عدلي: هذا أمر شائك وهناك كثيرون يرفضون تقبله، ملخص مسألة إرم ذات العماد، أن هناك حقبتين كما ذكرنا، حقبة أولى قديمة وحقبة ثانية حديثة نسبيا، واعتقادي أن الحضارة القديمة هي حضارة إرم ذات العماد، والمذكورة في نص قرآني أنها حضارة لا مثيل لها في التاريخ البشري، وينطبق هذا بشكل كامل مع الحضارة المصرية الاستثنائية التي سادت الأرض في الزمن القديم، وقامت بعمل إنجازات هندسية جبارة، وقد انتهت هذه الحقبة فجأة بسبب كارثة طبيعية، وتلك المعجزات الهندسية التي شيدوها لم تكن بواسطة الأدوات البدائية كالشاكوش والإزميل والرافعات، ولكن عبر تقنيات متطورة لا نعرفها حتى الآن.
عرب لايت: ولماذا لا نجد أي من هذه الآلات المتطورة التي تتحدث عنها محفوظ حتى الآن مثل غيرها من الآثار الكثيرة التي وصلتنا؟
أحمد عدلي: إما لأن هذه الأدوات انتهت واندثرت بشكل كامل، وإما أنها ما تزال موجودة ولكننا لا نراها أو لا نفهمها
عرب لايت: كيف تقول أنها موجودة وفي نفس الوقت لا نراها؟
أحمد عدلي: هناك مجموعة آثار في المتحف المصري يقال إنها موائد قرابين وتوابيت جنائزية ومعصرة زيتون وغيرها، نحن نعتقد أن هذه هي وظائفها لأننا لا نعرف وظيفتها الحقيقية ولا نعرف فيما كانت تستخدم بالتحديد، فمن الوارد أنه كانت لها وظائف أخرى تماما لا يمكن تخيلها، نفس الأمر قد تكون الأدوات التي استخدمت في البناء موجودة أمامنا، ولكننا لا نستطيع تخيل أن هذه هي وظيفتها الأصلية.
عرب لايت: وما هو الدليل على أن الحقبة الأولى انتهت بكارثة؟
أحمد عدلي: هناك ثلاث شواهد على هذه النقطة، الأول وجود عدد كبير من الأهرامات المدمرة والمعابد والتماثيل المحطمة في معظم المواقع الأثرية في مصر، حتى أن السياح عندما يزورون تلك الأماكن يتساءلون: لماذا كل شيء محطم بهذا الشكل؟
عرب لايت: التفسير الطبيعي أن تكون تعرضت للتحطم مع مرور الزمن، بعدما بنيت وظلت قائمة لآلاف السنين، وتأثرت بعوامل كثيرة أدت إلى تدميرها.
أحمد عدلي: ولكن كيف تفسر أن كل أهرامات سقارة مدمرة باستثناء هرم وحيد؟ ولماذا يظهر عليها الدمار بشكل غير طبيعي؟ حيث تجد أحجار الأهرامات ملقاة على مسافات واسعة، منطقة صان الحجر في الشرقية كلها مدمرة، وأبو صير على الحال نفسه، فلو افترضنا أنها تعرضت للتدمير مع الوقت أو نتيجة لتدمير متعمد قام به غزاة، فلماذا تدمرت أهرامات أبو صير بينما بقيت أهرامات الجيزة؟ رغم أن أهرامات الجيزة كانت أقدم وأشهر؟
عرب لايت: نفس السؤال يمكن طرحه بطريقة عكسية، فلو قلت إن الآثار المصرية تعرضت للتدمير نتيجة كارثة، فلماذا لم تؤثر تلك الكارثة على أهرامات الجيزة وغيرها من الآثار التي لازالت قائمة على حالها حتى الآن؟
أحمد عدلي: لأنه عندما تحدث كارثة في مكان ما، تدمر أشياء وتترك أشياء، فلو حدث زلزال تجد 10 مباني هدمت بينما بقي اثنان على حالهما، أو لو حدثت عاصفة، تجد خمسة مبان تعرضت للتدمير وواحد فقط نجا، فالكارثة لا تنسف كل شيء، وهذا يوضح أن الكارثة ضربت بعض الأماكن دون غيرها.
الدليل الثاني على انتهاء هذه الحقبة نتيجة كارثة، هو التوقف المفاجئ لبعض الأعمال الهندسية أثناء العمل عليها، حيث تجد مثلا تابوت موجود في منتصف أحد ممرات السرابيوم قبل وضعه في مكانه النهائي، أو تابوت موجود في غير مكانه أو تابوت لم يكتمل نحته، أو مسلة متروكة دون استكمال نحتها أو أهرامات غير مكتملة، وهي أمثلة يوجد الكثير منها.
عرب لايت: من الوارد أن يكون الملك الذي تصنع من أجله هذه الآثار أو المباني قد توفي بشكل مفاجئ، وبالتالي لم يعد هناك حاجة لاستكمالها.
أحمد عدلي: ولكن مَن جاء بعده، لماذا لم يستكمل نحت هذه المسلات والتماثيل؟ لماذا لم يقرر الاستفادة من هذه القطع حتى؟ هناك مثلا قطعتين في محاجر الجرانيت، مسلة وكتلة أخرى لا تظهر ملامحها يبدو أنها تابوت، توقف العمل فيهما فجأة، فحتى لو افترضنا أن الملك مات، فمن الطبيعي أن كبير المهندسين أو المسؤول عن نحت هذه الكتل يسعى للاستفادة منها لصالح الملك الجديد، أو حتى الحقب التالية تستفيد منها، في السرابيوم هناك توابيت متروكة في الممرات، قرابة سبعة توابيت، ومن جاء بعدهم لم يستكمل العمل عليها، تفسير ذلك أن العمل عليها توقف فجأة وأن أصحاب هذه الأعمال ماتوا ولم يكن هناك من يستكمل العمل عليها.
الدليل الثالث هو انقطاع العلوم، كنا في الماضي نبني أهرامات ومسلات ومعابد ضخمة، ولكن فجأة لم نعد نعرف كيف بنيت أو من بناها بالتحديد، بمعنى أن العلوم لم تورث للأجيال التالية، وهذا الانقطاع، لا يحدث إلا بسبب فجوة زمنية بين من كان يعرف هذه العلوم ومن جاء بعدهم، وهذا ما يحدث عادة في الكوارث، أي أن أصحاب هذه العلوم ماتوا في الكارثة ولم يتمكنوا من توريث علومهم لمن جاء بعدهم.
عرب لايت: وما هي الكارثة التي يمكن أن يكون لها هذا التأثير من وجهة نظرك؟
أحمد عدلي: هناك كارثتان متزامنتان، الأولى عاصفة شمسية، وهذه يمكن رؤية آثارها في الكثير من الأماكن بمصر، هناك تماثيل في صان الحجر محروقة والجرانيت مصهور، كما نجد نفس التأثير في سقارة والأقصر وصان الحجر والإسكندرية حيث نجد أحجارا مصهورة ويوجد أثر لفح وحرق على أحجار أخرى.
عرب لايت: وما المقصود بالعاصفة الشمسية؟
أحمد عدلي: العاصفة الشمسية هي كارثة طبيعية تحدث نتيجة وقوع تفاعلات وانفجارات هيدروجينية على سطح الشمس، حيث تمتد ألسنة اللهب من الشمس إلى الأرض مصحوبة بحرارة قوية قد تصل شدتها إلى أكثر من 1000 درجة مئوية، وأوضح الدكتور روبرت تشوك في كتابه “الحضارات المنسية” The Forgotten Civilizations، أن مثل هذه العواصف الشمسية تتكرر كل 20 أو 25 ألف سنة، وهناك آثار لتلك العاصفة الشمسية موجودة في عدة أماكن أخرى في العالم وليس في مصر فقط، في البتراء بالأردن وبيرو وبوليفيا.
الكارثة الثانية كانت عبارة عن عاصفة رياح عاتية حدثت في الفترة ذاتها أو في فترة قريبة منها، كانت هي السبب الرئيسي في تدمير الحضارة المصرية والقضاء على معظم أصحابها، وهذه الكارثة موجود عليها دليل في الحضارة المصرية، وهي “لوحة العاصفة” The Tempest Stele عُثر عليها في الكرنك حوالي عام 1950 بواسطة بعثة فرنسية، تتحدث هذه اللوحة عن وقوع عاصفة مدمرة في مصر القديمة تسببت في تدمير الأهرامات وقتل الناس وهدم المعابد، حتى أن صراخ البشر منها كان عالي للغاية ومسموع نتيجة تسببها في تطاير الناس من شدة قوتها.
عرب لايت: وهل ذكرت لوحة العاصفة متى وقعت هذه الكارثة بالتحديد حتى تعتمد عليها؟
أحمد عدلي: لا، وذلك لأننا نتكلم عن أحداث وقعت قبل الميلاد بآلاف السنين، لذا فلم تذكر التاريخ بالتحديد، ولكن قالت إن هناك عاصفة فقط.
عرب لايت: وهل لوحة العاصفة ذاتها مؤرخة؟ بمعنى هل من المعروف متى تمت كتابة هذه اللوحة؟
أحمد عدلي: لا ليست مؤرخة، ولكنها منسوبة إلى الملك أحمس، ولكن لم يذكر في اللوحة بشكل واضح إن كانت العاصفة حدثت في عصر كتابة اللوحة أم في عهد أقدم.
عرب لايت: وما علاقة هذه الكوارث بقوم عاد ومدينة إرم التي تطلق اسمها على مدونتك؟
أحمد عدلي: هنا يمكن أن ننحي الإيمان جانبا وننظر إلى نصوص القرآن بتجرد على اعتبار أنها تحكي واقعة، ونبحث في تلك الواقعة بحيادية ونرى إذا ما كانت تستند على حادثة حقيقية أم قصة اعتبارية للعبرة والعظة، تماما مثلما ننظر ونُحلل كلام سترابو أو كتابات هيرودوت والمقريزي وغيرهم. أولا، لا يوجد مصطلح اسمه “قوم عاد”، حتى النص القرآني لم يذكر لفظ “قوم عاد” بل ذكر مصطلح “عاد” فقط، وقدمهم باعتبارهم أمة من الأمم، كانت موجودة في زمن ما وحضارتهم كانت أعظم حضارة في التاريخ {التي لم يخلق مثلها في البلاد} [الفجر : 8] وكانوا يبنون مبان بمثابة معجزات، ووقع عليهم قصاص إلهي تسبب في انتهاء حضارتهم بكارثة، ولم يذكر النص القرآني أين عاش شعب عاد بالتحديد، ولكن ترك هذه النقطة مفتوحة للبحث، وترى النظرية التي نطرحها، أن عاد هم المصريون الأوائل، وهم من قاموا ببناء حضارة الحقبة الأولى وأن مدينة إرم موجودة في مصر، ولكن باسم مختلف.
عرب لايت: ولكن القرآن ذكر أن عاد كانوا في “الأحقاف”؟
أحمد عدلي: ولكن هناك أحقاف كثيرة، هناك أحقاف في اليمن وليبيا والجزيرة العربية.
عرب لايت: أليست كلمة “الأحقاف” اسم مكان محدد؟
أحمد عدلي: لو فتحت أي معجم للغة العربية مثل قاموس المُحيط او المُعجم الوسيط أو غيرهم، ستجد أن كلمة أحقاف لها قرابة 10 معان منها أنها تعني الكثبان الرملية أو الجبال الرملية أو الصحراء، ومن ضمن معانيها “منطقة قرب اليمن”، إلا أن المفسرين تركوا كل المعاني الأخرى وتمسكوا بمعنى واحد فقط وهو أنها منطقة قرب اليمن، وبالتالي شاع أن عاد كانوا يقيمون في اليمن، بينما القرآن لم يقل اليمن، بل قال فقط الأحقاف.
عرب لايت: ولكن هذا الكلام سبق وطرح في الماضي ولم يقم عليه دليل.
أحمد عدلي: أول من طرح هذه النظرية هو الأستاذ محمد سمير عطا سنة 1996 في كتاب بعنوان “الفراعنة لصوص حضارة”، وأنا اختلف مع العنوان وأتحفظ على بعض النقاط التي وردت في الكتاب، ولكن مقتنع أن الفكرة الرئيسية بها نسبة كبيرة من الصحة.
عرب لايت: أن عاد شعب كان يقيم في مصر؟
أحمد عدلي: أن عاد هم حقبة من حقب القدماء المصريين، ولم يأتوا من خارج مصر، لم يأتوا من شبه الجزيرة أو من اليمن، بل هم المصريون الأوائل أبناء وادي النيل وقد يتساءل البعض: ولماذا لم نر أي ذكر لعاد في كل الآثار المصرية القديمة؟ الإجابة هي أن القرآن عندما يذكر اسم شيء، ليس شرطا أن يذكر الاسم الذي كان يطلق عليه حينها، بل قد يذكره بلفظ أو صفة أخرى تؤدي نفس المعنى، وبالتالي ليس شرطا أن يكون اسم هذه الأمة حينها عاد ربما كان يطلق عليهم أي شيء آخر، اعتقادي أنهم هُم نفسهم من أطلقت عليهم بردية تورين أتباع حورس، فالاسم نفسه ليس هو الأساس ولكن المهم هي الصفة، لأن الأسماء تتغير، مثلما نجد أن مصر لها اليوم عدة أسماء كإيجيبت في الإنجليزية، وإيجيبتوس في اليونانية، ومصر في العربية، رغم أنها نفس البلد، وبالتالي عندما أقول إرم، فأنا أبحث عن منطقة ذات أعمدة ضخمة ولها حضارة لا يوجد مثلها في التاريخ البشري وبنوا الكثير من المعجزات وانتهت حضارتهم بكارثة، وعندما أجمع هذه المعلومات أجد أنها تنطبق على مصر، حيث وجدت 7 نقاط مشتركة بشكل كبير بينها وبين الحضارة المصرية على سبيل المثال أنها أعظم حضارة في التاريخ، وأنها تفردت بمعمار استثنائي ومكان وجودها بين الصحاري إذ أن مصر أغلب أرضها صحراء وغير ذلك من النقاط المشتركة.
عرب لايت: معنى كلامك أنك ترى أن عاد أمة مصرية، وأن إرم كانت تقع في مصر؟
أحمد عدلي: نعم إرم ذات العماد هي نفسها “أون” أو عين شمس التي كان يطلق عليها في قواميس اللغة المصرية القديمة “أون، مدينة العمود المقدس” أو “أون، مدينة العمدان”، وللعلم هناك خطأ شائع بأن كلمة “العماد” جمع، ولكن الصحيح أنها مفرد، أي أن المقصود به هو عمود محدد بعينه، ولكن كلمة “العماد” لا تطلق على أي عمود، بل على عمود فريد أو مقدس أو له خواص معينة.
عرب لايت: عندما بدأنا حديثنا عن عاد وإرم، أخبرتني أنها قضية شائكة والكثيرون لا يتقبلونها بسهولة، فلماذا يتم مهاجمة هذه النظرية إن كانت واضحة كما تظن؟
أحمد عدلي: لسببين، الأول أن الفكرة صدرت لأول مرة عن شخص غير أكاديمي وهو محمد سمير عطا، فهو ليس أثريا، والأثريون يرفضون أي نظرية تصدر عن شخص غير متخصص، السبب الثاني وهو الأهم أن تلك النظرية ترى أن الحضارة المصرية انتهت بقصاص إلهي، وبما أننا عاطفيين فيصعب علينا تقبل مثل هذه الفكرة، وللأسف ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في تشويه الفكرة بالمبالغات كوضع صور هياكل عظمية ضخمة مفبركة وادعاء أن عاد كانوا ضخام القامة، مع العلم أن النهاية الكارثية هذه لا تسئ إلى الحضارة المصرية على الإطلاق، فالمقصود أن من ارتكبوا الأخطاء التي استوجبت العقاب الإلهي جاءوا في نهاية الحضارة، وهذا لا يعني أن الحضارة المصرية كلها كانت سيئة بل جزء فقط منها، واحتوت في نفس الوقت على عظماء وعلماء ومفكرين أثروا في البشرية، علاوة طبعا على أن البعض يظن أن هذا يُعد سرقة للحضارة المصرية من قبل شعوب وأقوام آخرين، وهذا يدل أنهم لم يفهموا الفكرة، فلم يدعي أحد نسب الأهرامات والحضارة عموما لشعب آخر بخلاف المصريين، بل نؤكد على مصرية تلك الآثار وأصحابها، غير أننا نقول أنها لحقبة أقدم، سبب آخر هام وهو اعتبار أن الاستدلال بالكُتب المقدسة في التاريخ شيء ضار وغير علمي، وهذا الكلام يُمكن أن يكون صوابا في حالة إذ كان الاستناد انتقائي، أو حسب الأهواء، لكن يُمكن مُعاملة النصوص المقدسة بحيادية بالضبط مثلما نتعامل مع كُتب المؤرخين والفلاسفة والرحالة.
عرب لايت: وما هي دراستك أنت الأساسية؟
أحمد عدلي: دراستي كانت في الهندسة الكهربائية ونظم التحكم والكمبيوتر جامعة عين شمس، ومعظم دراستي للحضارة المصرية من وجهة نظر هندسية، ولكن قراءاتي عن الحقب المصرية وحقيقة الحضارة المصرية، هي قراءات شخصية وليست أكاديمية.
عرب لايت: إذن فأنت غير متخصص ولا دارس لعلم المصريات، كما أن من اعتمدت على آرائهم في نظريتك هم أيضا غير متخصصين في التاريخ أو الآثار، فهم إما مهندسون أو فلكيون أو جيولوجيون، ألا ترى أن هذا يطعن في قوة ما تطرحه؟
أحمد عدلي: التخصص الأكاديمي ليس هو العامل الوحيد، المهم هو ما توصلت إليه من نتائج والخطوات التي اتبعتها لتصل إلى ذلك؟ لو نظرت إلى أشهر الكتاب في مصر مثلا، ستجد الدكتور أحمد خالد توفيق رحمه الله، الذي أثرت كتاباته في الكثير من الشباب، لم يكن متخصصا في الأدب بل كان طبيبا بشريا، بل إن أوجست ميريت نفسه، وهو مؤسس المتحف المصري ومكتشف السرابيوم وله إسهامات كبيرة في علم المصريات، لم يكن أساسا عالم مصريات بل كان متخصص في اللغات القبطية، فهذا ليس هو المقياس الوحيد، أضف إلى ذلك أن المتخصصين الذين يقدمون نظريات مختلفة يتم رفض نظرياتهم أيضا، فمثلا الدكتور بسام الشماع، رغم أنه من حقل الإرشاد الأثري، لكنه يرى أن أبو الهول له نسخة ثانية على هضبة الجيزة، ولكن يتم رفض نظريته بالرغم من أنه دارس ومتخصص.
عرب لايت: ولماذا لم تفكر في دراسة علم المصريات بشكل أكاديمي؟ ربما ساعدك ذلك على التأكد من مدى صحة أو خطأ نظريتك؟
أحمد عدلي: لو عاد بي الوقت لدرست المصريات بشكل أكاديمي، وأنوي الالتحاق بدبلومات في الآثار قريبا إن شاء الله، فسيساعدني ذلك على فهم نقاط أكثر والتحقق منها.
عرب لايت: أغلب الأفكار التي تطرحها هي أفكار سبق لآخرين طرحها، فهل هناك شيء خاص توصلت إليه من خلال أبحاثك يمكن أن ينسب إليك وحدك؟
أحمد عدلي: من الناحية الهندسية أحاول تطبيق قياسات مختلفة على الآثار المصرية، وخرجت بنتائج مختلفة حول خاصية التوازي في بعض توابيت السرابيوم مثلا، وأشياء أخرى حول المسلات والأهرامات، أما من الناحية التاريخية لا أعلم إذا كان هناك من توصل إلى نفس النتائج، ففكرة أن أون “مدينة العمود” هي ذاتها أرم ذات العماد المذكورة في القرآن، اكتشفتها مصادفة بعد قراءة كتاب “مدينة الشمس” لأحمد كمال باشا، بسبب تطابق صفة العمدان، أيضا حول شخصية غامضة باسم الكاهن سيرود، وقد ذُكرت تلك الشخصية في رسالة ماجستير للأستاذ أحمد السنوسي من نقابة الإرشاد السياحي، كانت رسالته في جامعة فرانكفورت لعام 1991 وكانت عن آلهة مصر القديمة بعنوان Götter des alten Ägypten، حيث تقول الرسالة أن هناك كاهن مصري قديم عاش في مدينة “أون” باسم سيرود أو سارود حذر سكان أون من كارثة وشيكة وأن مدينة أون تعرضت للتدمير بسبب تلك الكارثة والتي كانت على حسب الرسالة عبارة رياح عاتية مُدمرة، لم أستطع الوصول للرسالة، كونها غير منشورة بالكامل على الإنترنت، فقط جزء صغير منها، لكني تواصلت مع الأستاذ أحمد شخصيا عدة مرات عبر الهاتف أو مقابلة شخصية في المتحف المصري بالتحرير لسؤاله حول شخصية الكاهن سيرود، وأرى أنه لو صح ما كُتب عنه فهي صفات تنطبق على النبي هود نفسه كشخصية تاريخية، غير أن تلك النقطة ما زالت قيد البحث.
عرب لايت: لماذا تحرص على تقديم هذا الطرح المختلف عن الحضارة المصرية والترويج له بهذا الشكل؟ عبر مدونتك وقناتك على اليوتيوب وصفحتك على فيسبوك؟
أحمد عدلي: الهدف الأول هو دفع الناس للتفكير والتعرف على النظريات المختلفة المتعلقة بالحضارة المصرية، ليس مهما أن تقتنع بما أقول، لكن المهم أن نوضح للجميع أن ما نتعلمه منذ 200 سنة في علم المصريات ليس بالحقيقة الوحيدة، وأننا لم نكشف حتى الآن إلا جزء ضئيل من حقيقة الحضارة المصرية، وأن المجال ما يزال واسعا ومفتوحا أمام الجميع للبحث والاستكشاف، وأن الحضارة المصرية تراث إنساني ملك للجميع.
عرب لايت: هل تعتقد أن المحاولات التي تقوم بها أنت وغيرك من المقتنعين بتلك النظريات المختلفة لنشر تلك الأفكار، سوف تؤتي ثمارها يوما ما وتصبح مثل هذه النظريات عن الحضارة المصرية معتمدة رسميا وتدرس في المدارس والجامعات؟
أحمد عدلي: لا أعتقد أن هذا قد يحدث في المستقبل القريب، ربما بعد مائة أو مائتين عام، ما يهمني حاليا أن أسعى لنشر الفكرة ومناقشتها بين جيلي من الشباب ونشجع بعضنا البعض على البحث والتفكير، وربما نغير الأفكار السائدة يوما ما.