أعلنت دولة جنوب أفريقيا، أنها بصدد إعادة مومياء الكاهن “بيتن آمون” إلى مصر، بعدما ظلت حبيسة أحد متاحفها لأكثر من 100 عام، مؤكدة أنها ستعيد المومياء لرفضها “مخلفات الاستعمار”.
مومياء الكاهن “بيتن آمون” عرفت إعلاميا باسم “المومياء الغامضة”، وذلك نتيجة ظروف وملابسات العثور عليها، فقد عثر عليها مصادفة داخل مخزن في متحف “التاريخ الطبيعي” بمدينة دربان الجنوب أفريقية عام 1910، أثناء عملية نقل المتحف إلى مقر جديد، وكانت المفاجأة أن القائمين على المتحف لم يكونوا يعرفون أي شيئا عن هذه المومياء ولا كيف وصلت إليهم.
بعد إجراء عملية تحقيق موسعة، عثر على التابوت الذي حوى المومياء، على كلمات “الكابتن مايزر” وكان ذلك بمثابة خيط قاد إلى حل لغز هذه المومياء التي انتقلت من مصر إلى جنوب أفريقيا في ظروف غير غامضة وغير معلنة.
حيث اكتشف المحققون أن أحد ضباط الجيش البريطاني ويدعى “ويليام جوزيف مايرز” حصل على هذه المومياء أثناء خدمته في مصر، حيث تعرضت مصر في نهايات القرن التاسع عشر إلى عمليات نهب موسعة لآثارها، وقد نجح هذا الضابط في الخروج بالمومياء من مصر، واصطحابها إلى مدينة “ديربان” في جنوب أفريقيا التي كانت تحت الاحتلال البريطاني وقتها.
بعد وصوله إلى ديربان للمشاركة في حرب “البوير الثانية” التي اندلعت في أكتوبر من العام 1899، لقي الضابط مايرز مصرعه، لتنتقل المومياء إلى أسرته، التي رأت أن تهدي المومياء الغامضة إلى متحف التاريخ الطبيعي بالمدينة.
ويظهر من عملية الغموض التي صاحبت المومياء، أن عملية الإهداء لم يتم تسجيلها بشكل واضح، كما لم يتم الاهتمام بالمومياء أيضا بعد تسلمها، وتم وضعها في المخازن لعدة سنوات، حتى نسيها الجميع، إلى أن تم العثور عليها مصادفة عام 1910.
وتكشف المصادر التاريخية، أن المومياء تعود إلى الكاهن “بيتن آمون” الذي عاش في العصور المصرية المتأخرة، أي قبل الميلاد ببضع مئات من السنين، ويعتقد أنه ولد في مدينة “أخميم” بمحافظة سوهاج، وقد عاش فيها حتى بلغ الستين من العمر.
وقد ظلت المومياء معروضة في متحف ديربان لعدة سنوات، ومؤخرا تم وضع مجسم لشكل وجه الكاهن “بيتن آمون” تم صناعته عن طريق الذكاء الاصطناعي، بعد مسح تفاصيل وجه المومياء.