دعا عدد من الأثريين والمهتمين بالآثار الإسلامية في القاهرة، إلى سرعة التحرك وإنقاذ أثر هام موجود بمنطقة “السيدة عائشة” مؤكدين أنه يتعرض لحالة إهمال كبيرة سوف تتسبب في اندثاره إذا لم يتم فكه وإعادة تركيبه بأحد المتاحف.

وشهدت الشبكات الاجتماعية مناشدات إلى مسؤولي وزارة الآثار والسياحة، تطالب بإنقاذ الجزء المتبقي من قبة الأمير خجا بردي الأشرفي، الواقعة في عطفة “سيدي عناني” بدرب الحبالة بمنطقة السيدة عائشة، والتي يعود تاريخها إلى القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي، مشيرين إلى أن عمرها يزيد على 560 عاما.

وانتشرت مجموعة من الصور للجزء المتبقي من القبة، تظهر حالة الدمار التي تعرضت لها على مر السنوات، حيث ظهرت محاصرة بين مباني سكنية حديثة، كما أظهرت وجود ماشية ترعى أسفل القبة، وأشار ناشرو الصور إلى أن البعض يتخذ من مكان القبة حاليا مرعى لتربية (الماعز والخراف) بالرغم من كونها مكانا للدفن.

قبة الأمير خجا بردي الأشرفي بالسيدة عائشة
قبة الأمير خجا بردي الأشرفي بالسيدة عائشة

ودعا عبدالعظيم فهمي، مؤسس مبادرة “سيرة القاهرة” التي تهدف إلى تنظيف وإعادة إحياء المباني والقطع الأثرية في القاهرة التاريخية، إلى الالتفات إلى قبة الأمير خجا بردي الأشرفي وما تبقى منها، مطالبا عبر صفحته بموقع “تويتر”، بسرعة فكها وإعادة تركيبها بأحد المتاحف قبل تعرضها للاندثار التام خلال وقت قريب.

وسبق لمؤرخ الآثار الإسلامية وعضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، أبو العلا خليل، أن دعا إلى إنقاذ الجزء المتبقي من القبة، مؤكدا أن بانيها الأمير خجا بردي الأشرفي، المتوفي عام 881هـ/1477م (زمن السلطان المملوكي الأشرف أبو النصر قايتباي) مدفون أسفلها حتى الآن، إلى جوار الشيخ الصالح إينال النوروزي.

وعبر خليل عن حزنه الشديد لما آلت إليه القبة رغم قيمتها الفنية وجمالها المعماري، مؤكدا عبر صفحته بموقع “فيسبوك”، أنه لم يتبق منها الآن سوى “أطلال مجهولة التاريخ وضائعة الهوية وحبيسة أسوار ومرعى أغنام”.

وعن تاريخ القبة، قال خليل إن الأمير خجا بردي كان ذي ميول دينية ويحب المتصوفة ويتقرب إلى الصالحين، لذا أقام زاويته بالقرب من مشهد السيدة عائشة بهذا المكان في القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي، وعين الولي الصالح الشيخ إينال النوروزي شيخا للزاوية، فاتحا أبوابها لكل متعبد وزاهد، وأقام بجوارها قبة ليدفن بها.

وتابع أنه في عام 864هـ/1460م ضرب مصر طاعون فتاك كان من ضحاياه الشيخ النوروزي، فحزن عليه الأمير خجا بردي حزنا شديدا وقرر دفنه أسفل القبة تبركا به، وفي عام 881هـ/1477م توفي الأمير خجا بردي الأشرفي عن 80 عاما، ودفن بقبته إلى جوار الشيخ النوروزي، حيث يرقدان أسفل القبة حتى الآن.

ماعز وخراف ترعى أسفل قبة الأمير خجا بردي الأشرفي بالسيدة عائشة
ماعز وخراف ترعى أسفل قبة الأمير خجا بردي الأشرفي بالسيدة عائشة