انتشرت على الشبكات الاجتماعية خلال الساعات الماضية، صور لمدفن أحمد باشا المنكلي، أحد قادة الجيش المصري في القرن التاسع عشر، الواقع بقرافة الإمام الشافعي بجوار “حوش الباشا” بالقاهرة، حيث أظهرت الصور تعرض المدفن لإهمال شديد يهدد بتدمير التركيبات الرخامية الأثرية لقبر المنكلي ونجله علي جلال باشا.
وظهر المدفن في حالة يرثى لها في الصور، حيث تسببت المياه الجوفية في سقوط أرضية المدفن وتآكلها، وباتت وشيكة من ابتلاع التركيبات الرخامية ذات القيمة الفنية والأثرية التي يعود تاريخها إلى عام 1861م، كما حذر بعض المعلقين من أن سقف المدفن هو الآخر مهترئ وقد يسقط ويدمر التركيبات الرخامية في أي لحظة.
وطالب متداولو الصور بسرعة التحرك لإنقاذ المدفن وإجراء الترميمات اللازمة لوقف انهياره، حيث رجح بعضهم أن يكون المدفن تحت إشراف وزارة الأوقاف، داعين مسؤولي الوزارة للتدخل لحماية الأثر وحفظ رفاة الموتى.
وقال الدكتور مصطفى الصادق، الباحث في الآثار الإسلامية، إن الفريق أحمد باشا المنكلي صاحب المدفن المشار إليه، هو واحد من أشهر القادة العسكريين المصريين في القرن التاسع عشر، حيث اشترك في حربي سوريا والقرم.
وأوضح عبر صفتحه بموقع “فيسبوك”، أن المنكلي اشترك في حرب سوريا مع إبراهيم باشا الكبير نجل محمد علي، حيث تولى قيادة إحدى فرق الجيش المصري الثلاث التي دخلت سوريا، بينما كانت الفرقة الأولى بقيادة إبراهيم باشا والثانية بقيادة سليمان باشا الفرنساوي مؤسس الجيش المصري.
وتابع أن المنكلي حل محل الفريق سليم باشا فتحي في قيادة الجيوش المصرية التي اشتركت في حرب القرم، بعدما لقي سليم باشا مصرعه في معركة إيفباتوريا، وظل المنكلي في منصبه هذا حتى اضطره المرض إلى أن يطلب من والي مصر حينها، سعيد باشا، الإذن بالرجوع إلى مصر، فأجابه الوالي إلى طلبه في سبتمبر من عام 1855.
وكشف الصادق، أن المنكلي تولى نظارة الجهادية -يعادل منصب وزير الدفاع حاليا- عدة مرات خلال مسيرته بالجيش المصري، كما أن نجله علي جلال باشا، كان نسيبا للأسرة العلوية حيث تزوج من إحدى حفيدات محمد علي الكبير، وأنجب منها ولدين.