دائما ما تفاجئنا الصين بكل ما هو غريب وجديد، ولكن هذه المرة فاجئتنا بمهنة غريبة قديمة بالفعل، ولكنها عادت لتزدهر من جديد لتصبح مصدر رزق للبعض، وهي مهنة اصطياد جثث البشر الغارقين في الأنهار وبيعها لذويهم!
فعلى ضفاف النهر الأصفر، يقف الصياد الصيني إكس بانغ، يدخن سيجارته، ويتطلع إلى مياه النهر العكرة؛ استعداداً للإبحار بزورقه في النهر لجلب قوته اليومي، ليس من الأسماك – كما هي عادة الصيادين – بل بصيد الجثث الميتة وبيعها لأهلها .
فقد عرفت الصين منذ العصور القديمة تلك المهنة، عندما كرّس بعض الصيادين وقتهم لاستعادة الجثث من المياه وإعادتها إلى أسرها، وكانت تحظى بتقدير واحترام المجتمع، ولم يكن الصياد يكافئ بالمال بل بالشكر والامتنان من أهل الميت .لكن مع تطور البلاد، وسوء الأحوال الاقتصادية والاجتماعية تحوّل صيد الجثث إلى تجارة مربحة لمعظم الصيادين حتى الشباب بدأت تستهويهم هذه المهنة، بحسب موقع “الإمارات اليوم”.
ويعتبر النهر الأصفر في مقاطعة “قانسو” بشمال غرب الصين، مكان للصيد الوفير، لاسيما عند منحنى النهر، حيث تتكدس الجثث، ما دفع البعض لإطلاق اسم النهر على هذه المهنة شديدة الغرابة.
ويقولون الصيادون في هذه المقاطعة، أن مهنتهم تدر عليهم أضعاف ما يمكن أن تدره مهنة اعتيادية مثل العمل في الحقول أو بيع المنتجات الزراعية.
فيما يؤكد أحد الصيادين، أنه يصطاد ما بين 80 إلى 500 جثة خلال السنة، من الجنسين، ذكوراً وإناثاً، من ضحايا الغرق أو الانتحار أو الجريمة، ولكل جثة سعر يحدد قيمته الوضع المالي للعائلة.
فعلى سبيل المثال، يطلب ما يعادل 75 دولاراً من المزارعين، و500 دولار من الموظف الحكومي، وقد يصل السعر إلى 800 دولار أكثر إن كانت شركة هي من يدفع، أما الجثث المجهولة الهوية أو التي لا يرغب أهلها في تسلمها، فيتم إعادتها إلى النهر.
ويوضح الصياد أن أغلب الجثث التي لا يطالب بها أهلها هي جثث العاملات المهاجرات اللواتي انتقلن إلى العمل في مقاطعة لانتشو، وقد قتل معظمهن.
وبعد يقوم الصيادون بالحصول على غنائمهم من الجثث، يقومون بغسلها ووضعها في كهف قرب النهر، ثم يقومون بنشر إعلانات في الصحف المحلية، حتى يتمكن أهل الميت من التعرف إلى جثث ذويهم، فيتصلون بالصيادين أو يرسلون أحد الأشخاص للقرية لمعاينة الجثة والتعرف إليها.
وعادة ما يفرض الصيادون مبلغا رمزيا على الأهالي حتى يمكنوهم من رؤية الجثة قبل دفع المبلغ كاملا.
وتشهد الصين حاليا ارتفاعا ملحوظا في معدلات الانتحار، حيث ارتفعت بنسبة 26% العام الماضي حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية.
ويعتقد الصيادون أن ضغط العمل وساعاته الطويلة وعدم دفع الشركات الأجر الشهري للعمال، يدفعهم للانتحار للتخلص من حياتهم.