القاعدة الأولى: لا يجوز لآلي إيذاء بشريّ أو السكوت عما قد يسبب أذًى له.
القاعدة الثانية: يجب على الآلي إطاعة أوامر البشر إلا إن تعارضت مع القانون الأول.
القاعدة الثالثة: يجب على الآلي المحافظة على بقائه طالما لا يتعارض ذلك مع القانونين الأول والثاني.
كانت هذه هي قوانين “إسحاق أسيموف” التي وضعها في كتاب الخيال العلمي (التملص) سنة 1942، ليخطو بذلك أول خطوة على طريق وضع قوانين للربوتات “الآليون”، دون أن يدري أن المستقبل سيكون في حاجة إلى هذه القوانين بالفعل!
فلقد سبق إسحاق أسيموف الزمن بابتكار تلك القوانين، ولكن يبدو أن هذه القوانين كانت تنظر إلى الربوت نظرة مثالية، وكأن تصميمه سيكون خالي من الأخطا، ولكن هذا شبه مستحيل، فالروبوت من صنع الإنسان، ولا يوجد إنسان مثالي معصوم من الخطأ.
وما يؤكد هذه النظرية، أن الربوتات حاليا دخلت الحروب وبات جزءا من الجيوش الحديثة، خاصة وأنها آلت حرب باتت غير مكلفة قياسا على الجندي البشري الذي يستغرق إعداده تكاليف أكبر بكثير.
وخلال السنوات الأخيرة، دخلت أكثر من 50 دولة حول العالم سباق التسليح بالروبوتات وتطوير الطائرات الاستطلاعية الموجهة، ومن هذه الدول أمريكا وألمانيا والصين وروسيا وإيران وغيرها، وذلك لاستخدامها في الحروب الحديثة، وهو ما دفع العديد من الخبراء للمطالبة بوضع معايير لصناعة الروبوتات بشكل يضمن سلامة الجنس البشري، وهو ما يعود بنا إلى قوانين “أسيموف” التي كانت سابقة لعصرها.
وفي محاولة لتوضيح الموقف من الروبوتات المقاتلة في المستقبل قال بيتر فارين سنجر، من مؤسسة بروكاينج للأبحاث: “الروبوتات لا تشعر بالغضب إذا سقط زميلها قتيلا في ساحة الحرب، ولذا فهي لا تقتل بدافع الثأر أو الانتقام، على عكس البشر الذين قد يرتكبون جرائم حرب بسبب هذه العواطف، لكن الروبوتات لا تستطيع التمييز بين عجوز مقعد في كرسي متحرك وبين دبابة، فالاثنان بالنسبة إليها سلسلة من الأصفار والآحاد”.
لذلك وافق مجلس النواب الأمريكي في وقت سابق على مشروع قانون يمنع الروبوت من إطلاق النار دون تدخل بشري، ذلك الإجراء جاء نتيجة التطور الهائل في سلاح الجو الأمريكي في السنوات الأخيرة، الذي طور طائرات بدون طيار يمكنها انتقاء الهدف دون تدخل بشري.
ومع التطور الهائل في الذكاء الاصطناعي ودخول البشر الثورة الصناعية الرابعة، أصبحت الروبوتات تحل محل الإنسان في كافة جوانب الحياة، فهل سنرى في المستقبل القريب الروبوتات والإنسان يعيشون جنبا إلى جنب في سلام أم سيكون لشطحات الخيال العلمي جانب من الحقيقة؟!