نذكر جميعاً “السمكة دوري” إحدى أبطال فيلم الأنيميشن الشهير “Nemo” التي اشتهرت بذاكرتها المؤقته، ونذكر مشاهدها المؤثرة التي أضحكتنا مرة وابكتنا مرة، وخاصة في رحلة بحثها عن أهلها داخل المحيط.
الفيلم ركز على المعلومة الشائعة عن سمك المحيطات، وهو أنه يتميز بذاكرة مؤقتة وقصيرة المدى، وإحقاقاً للحق صناع الفيلم لم يخترعوا هذه السمعة السيئة حول ذاكرة السمك، فقدت أثبتتها الكثير من الدراسات قبل ذلك، ولأن العلم كل يوم في جديد، فهناك بحوث عدة أجريت على السمك للتعرف على مدى قدرة السمك على التعلم.
بداية أثبتت الدراسات أن “ذاكرة السمك القصيرة” لا تعتبر حقيقة علمية ثابتة، وأن السمك قابل للتعلم بالفعل!
فقد أجريت الدراسة عن طريق وضع مجموعة من الأسماك في خزان مياه كبير، وصنع بالخزان ثقب صغير للهروب وبعد أن تعودت الأسماك على الهروب من الثقب وجربوه أكثر من مرة، تم إخلائهم من الخزان.
بعد مرور عام بالضبط، أرجع الدارسين الأسماك التي أجريت عليها التجربة إلى نفس الخزان فوجدوهم يتذكرون مكان الثقب ويهربون منه سريعاً، مما ينفي عنهم تهمة “الذاكرة قصيرة المدى”.
إلا أن المذهل، أن الدكتور براون صاحب هذه التجربة سجل في ملاحظاته أنه أضاف مجموعة جديدة من الأسماك التي أحضرها تواً من المحيط ووجدهم يتعلمون سريعاً من أسماك التجربة، حيث أنهم يقدمون لهم النصائح حول الاختفاء داخل الخزان والهروب من الأسماك المفترسة معهم، وكأنهم يشكلون جيشا يساعد بعضه البعض، حيث أن الأسماك التي تم تدريبها قبل ذلك تحولوا لمدربين للأسماك الجديدة، وهدفهم هو البقاء على قيد الحياة!