بالرغم العلوم الكثيرة والمعقدة التي اعتمدت على نظريات العالم إسحاق نيوتن وقانونه الشهير للجاذبية، إلا نيوتن نفسه كان عالم بسيط غير معقد ولم يمكن يملك رفاهيات عالمنا الآن، وعلى سبيل المثال لم يملك نيوتين كراسات للرسم ليخرج عليها مواهبة وأفكاره؛ فكان يرسم على الجدران، وبالرغم من أنه من المستحيل الاحتفاظ بالجدران، أو بالرسومات عليها لمدة طويلة، فإن نظريات نيوتن كانت هي ذاتها سببا في استرجاع هذه الرسوم والكتابات!
فعندما كان السير إسحاق نيوتن صبيا، كان على ما يبدو له عادة الرسم على الجدران، وبالصدفة البحتة تم اكتشاف هذه الرسومات التي باتت أثرية عن طريق تقنية تكنولوجية جديدة باستخدام الضوء ونوع معين من العدسات، وتعتبر هذه التكنولوجيا تطور ما لنظريات نيوتن عن الضوء والمنشور التي اشتهر بها.
في عام 2017 توصل الباحثون في “وولز ثورب مانور” في إنجلترا، وهو المكان الذي ولد فيه نيوتن عام 1642 وقضى سنوات طفولته به، إلى اكتشاف العديد من الجدران التي كانت يرسم عليها نيوتن أثناء سيره في شوارع المدينة كما اكتشفوا أن عمر تلك الرسومات توافق الفترة ذاتها التي عاش فيها نيوتن.
وكان سبب بحثهم عن رسومات الجدران يعود إلى ما كتبه صديق نيوتن “ويليام ستوكيلي” عن أن نيوتن رسم على الأسطح والجدران بطريقة غزيرة، حتى أن جدران المنزل أصبحت مغطاه بالفحم، ويقول: أعتقد أن أبويه كانا متسامحان جداً.
وتمكن الباحثون عبر تقنية فوتوغرافية حديثة من اكتشاف تلك الرسومات بعد تسليط الضوء عليها من أكثر من اتجاه في وقت واحد، وأول ما أظهرته هذه التقنية من رسومات كانت شكل طاحونة، وقد شملت الرسومات أناس وحيوانات ونباتات وأرقام رياضية وأشكال هندسية.
ويعتقدون أن نيوتين الصغير الذي أصبح بعد ذلك أشهر علماء الميكانيكا والفيزياء كان يعيش إلى منزل قريب من أحد المصانع، الذي حملت جدرانه لمسات العالم الكبير.