بالرغم من أننا في عام 2018 بعد الميلاد، إلا أن البشر لم يتوقفوا يوما عن البحث عن دليل يثبت وجود جنس من العمالقة عاش على وجه الأرض قبل الميلاد ربما بآلاف السنين.

ويكفي أن تكتب كلمة “عملاق” بأي لغة على محركات البحث بالإنترنت، حتى تجد مئات الصور المفبركة التي تتحدث عن العثور على عظام بشرية أو هياكل عظمية لعمالقة وأناس ضخام يتجاوز طولهم أضعاف طول الإنسان العادي.

ولكن من بين كل هذه الصور، لن تجد إلا صورة واحدة فقط غير مفبركة، وهي صورة الهيكل العظمي العملاق الموجود بحديقة “Mystery Park” في مقاطعة إنترلاكن بسويسرا، والسبب في أن الصورة حقيقية بالفعل هو أن المفبرك هذه المرة هو الهيكل العظمي ذاته!

ففي عام 1965، عثر الأب “كارلوس فاكا” راعي أبريشية “تشانجايمينا” في مقاطعة لوخا بالإكوادور على ما يشبه مستوطنة بشرية تحوي أحافير وعظام عملاقة والعديد من الأدوات التي لم يعرف فيما كان يستخدمها البشر في الماضي، وظل الأب “فاكا” يحتفظ بهذه العظام ضمن مجموعته الخاصة حتى وفاته في عام 1999.

وعقب وفاته قام عدد من العلماء بفحص تلك العظام العملاقة، حيث رجحوا أنها عظام بشرية وحددوا قطعة بأنها مؤخرة جمجمة إنسان وأخرى بأنها قد تكون جزءا من كعب إنسان، وطبقا لأحجام هذه العظام فإنها كانت تخص إنسانا يبلغ طول قامته 7.50 متر!

وبالرغم من ذلك، قال العلماء أنهم غير متأكدين من هذه الترجيحات بنسبة 100%، وأن الأمر لازال يحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة، فيما أصر السكان المحليون الذين عثر على العظام في أرضهم، أنها تعود إلى عملاقة بالفعل، خاصة وأن المنطقة التي عثر فيها على العظام يطلق عليها باللغة المحلية اسم “مقبرة الآلهة”!

وبعد سنوات عدة، وبالتحديد في عام 2003، افتتح في منطقة إنترلاكن بسويسرا، منتزه باسم “حديقة اللغز” كان صاحب فكرة إنشائه العالم السويسري “إريش فون دانيكن” والذي كان يهدف من ورائه إلى عرض نماذج لأكثر الألغاز التي حيرت العلماء والتي لا يوجد تفسير علمي واضح لها حتى الآن.

وبهدف جذب مزيد من الزوار، قام “دانيكن”، بتصميم هيكل بشري عملاق يبلغ طوله أكثر من 7 أمتار، اعتمد في تصميمه على قطع العظام التي عثر عليها الأب “فاكا” وقام بما يشبه إعادة تجسيد لهيكل إنسان ضخم الجثة عاش يوما على وجه الأرض، وهو الهيكل الذي مازال منتصبا في قلب الحديقة حتى الآن، والذي يتناقل البعض صوره على أنه هيكل عظمي حقيقي.

اللافت أن تلك الحديقة أغلقت في عام 2006 بسبب عدم الإقبال عليها حيث باتت ما تعرضه غير جاذب للزوار، وهو ما خلق أزمة مالية حالت دون استمرار فتح الحديقة للجمهور، فيما أرجعت الصحافة المحلية سبب الإغلاق إلى سوء إدارة الحديقة وعدم استغلالها بالشكل الأمثل من قبل القائمين عليها، وهو ما كان سببا في إعلان إفلاسها، قبل أن يتم إعادة فتحها باسم جديد في عام 2009.