قادت حملة استطلاعية نفذها مستكشفون روس في الوصول إلى قاع أعمق كهوف العالم في جمهورية أبخازيا المستقلة عن جورجيا، عاشت بداخله فصائل نادرة من الكائنات الحية لم تُشاهد من قبل في كهف.
والأمر الأكثر دهشة أن ما وجده المستكشفون يبرهن على أن حياة كاملة كانت تدور هناك تحت الأرض.
واستغرق الوصول لقاع كهف “كروبيرا” والمعروف حاليًا باسم “إفرست الكهوف”، أسبوعًا كاملًا، وصل فيه المستكشفون الروس إلى 2212 متراً (7257 قدماً) بدلاً من 2190 متراً (7185 قدماً) التي عرفت عن الكهف سابقاً، في تجربة أشبه ما تكون برواية “رحلة إلى مركز الأرض” الشهيرة التي ألفها رائد فن الخيال العلمي، الفرنسي جول فيرن.
وكان مستشكفو كهوف أوروبيين حاولوا مسبقًا تنفيذ حملات استكشافية تصل إلى قاع الكهف، لكنهم لم يتمكنوا من فعل ذلك.
ويرجع الفضل في اكتشاف هذا الكهف الفريد، للباحث السوفيتي ألكسندر فيريفكين الذي وصل إليه عام 1968 وأطلق عليه كهف فيريفكينا، نسبة لاسم الباحث، إلا أنه لم يصل للعمق الذي توصل إليه الفريق الروسي.
وعلى مدار الرحلة الاستكشافية، نام المستكشفون الروس في الشقوق والعتبات الصخرية للكهف الذي يبدو ضيقاً مثل شق بين سلسلة الجبال.
وعج الكهف على عمق أكثر من كيلومترين بكل أنواع الكائنات الحية، كان معظمها من العوالق والحشرات الزاحفة وأشباه العقارب، والتي تأقلمت مع الحياة في الأعماق لعشرات الملايين من السنين.
ولا يستبعد الباحثون ارتباط كهف فيرفكينا الأبخازي بالبحر الأسود، لأنه أعمق من مستوى سطح المحيط بما يقارب 300 متر.
وأثبت مستكشفو الكهف أن هذا الشق في جبال القوقاز، هو أعمق كهف في العالم، حث اكتشفوا فصائل نادرة ولم تشاهد من قبل في أي كهف، وأخذوا منها عينات لفحصها في المختبر.
وتنتشر الكهوف في معظم أرجاء العالم ولكن لا يتم استكشاف وتدوين إلا القليل منها من قبل المختصين، حيث غالبا ما ترتبط عملية استكشاف الكهوف باهتمام البلد والمنطقة بهذا النوع من التضاريس، فتظهر الكهوف المستكشفة منتشرة في دول مثل ليبيا في منطقة الجبل الأخضر الجبلية وفرنسا وأستراليا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها تقل في الصين رغم احتواء الصين على معظم العوامل المكونة للكهوف.
وتتكون الكهوف من العمليات الجيولوجية والتي منها: التفاعلات الكيميائية بين الصخور وعوامل التعرية بسبب المياه والقوى التكتونية والضغط والعوامل الجوية، بالإضافة إلى الأحياء الدقيقة.